السرورية خارجية عصرية     

سئل الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني في ليلة السابع من ذي الحجة 1418 هـ – في شريط //بعنوان السرورية خارجية عصرية//:حول كتاب الارجاء يا شيخنا ،الارجاء في الفكر (و هو لسفر الحوالي،قال الشيخ:رأيته ،فقيل له:الحواشي يا شيخنا خاصة الموجودة في المجلد الثاني .

فقال الشيخ:"كان عندي أنا رأي صدر مني يوماً منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة و سئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعة التبليغ فقلت يومئذ :صوفية عصرية، فالآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء الجماعة الذين خرجوا في العصر الحاضر و خالفوا السلف ،أقول هنا تجاوباً مع كلمة الحافظ الذهبي : و خالفوا السلف في كثير من مناهجهم، بدا لي أن أسميهم:خارجية عصرية، فهذا يشبه الخروج الآن فيما –يعني-نقرأ من كلامهم، لأنهم -في الواقع- كلامهم ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبائر، لكنهم – و لعل هذا ما أدري؟أن أقول:غفلة منهم أو مكر منهم!!و هذا أقوله أيضاً من باب (و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوىما أدري لا يصرحون بأن كل كبيرة هي مكفرة! لكنهم يدندنون حول بعض الكبائر و يسكتون أو يمرون على الكبائر الأخرى! و لذلك فأنا لا أرى أن نطلق القول و نقول فيهم : إنهم خوارج إلا من بعض الجوانب و هذا من العدل الذي أمرنا به"…

فقال الشيخ ربيع معلقاً على كلام الشيخ الألباني :

ينبغي أن ينتبه القارئ والسامع لقول الشيخ عن هذه الفئة بأنهم خالفوا السلف في كثير من مناهجهم .

فهذه المناهج الكثيرة التي خالفوا فيها السلف تدل على انحراف كبير ، قد تكون أخطر و أشد من مخالفة الخوارج الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنهم شر الخلق و الخليقة ، و بأنهم كلاب النار ، و بأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، و بأنهم يقتلون أهل الاسلام و يدعون أهل الأوثان . و ما قاله الشيخ الألباني –رحمه الله – حق ؛ فلقد خالفوا السلف في أصول كثيرة و خطيرة ، منها :

حربهم لأهل السنة و تنفير الناس منهم و من كتبهم و أشرطتهم و بغضهم لهم و معاداتهم و حقدهم الشديد عليهم.

و منها:موالاتهم لأهل البدع الكثيرة الكبيرة ، و إقرارهم لمناهجهم الفاسدة و كتبهم المليئة بالضلال و نشرهم لها و ذبهم عنها و دفع الشباب إلى العبِّ و النهل منها مما كان له أسوأ الآثار على الأمة و شبابها من تكفير و تدمير و حروب مستمرة و سفك دماء و انتهاك أعراض.

و منها : أنهم قد دفعتهم أهواؤهم إلى رمي أنفسهم وأتباعهم في هوة الإرجاء الغالي الذي أدى إلى التهوين من خطورة البدع الكبرى بما فيها البدع الكفرية، مما أوهن الحس السلفي و الغيرة على دين الله و حملته من صحابة كرام ومن تبعهم بإحسان ،بل التهوين من شأن الطعن في بعض الأنبياء .

و منها : أن أهواءهم قد دفعتهم إلى وضع المناهج الفاسدة للذب عن البدع و أهلها مثل منهج الموازنات بين الحسنات و السيئات ، و ما يدعمه من القواعد الفاسدة التي تؤدي إلى معارضة ما قرره كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و إلى هدم السنة و علومها لا سيما علم الجرح و التعديل الذي امتلأت به المكتبات بالاضافة إلى مساوئ أخرى و ضلالات .

نسأل الله أن ينقذ الشباب من شرور هذه الفئة و ويلاتها و عواقبها الوخيمة في الدنيا و الآخرة .

و في النهاية: ينبغي أن يوصف هؤلاء بأنهم: غلاة مرجئة العصر قبل وصفهم بأنهم :خوارج العصر.

 

Copyright 2000 / mise en garde